Thursday, January 18, 2018

انزلاقات اعلامية في الاعلام المحلي!!!

تسابق محموم حول المعلومة دون اعتبار لدقتها ..

خرجت وسائل الاعلام المحلية صباح اليوم بخبر استشهاد الشاب احمد نصر جرار في مدينة جنين، حتى ان بعضها نشر صورته على صدر الصفحة الاولى، وتبين عقب ذلك، وفجر هذا اليوم الخميس من معلومة رسمية  ان الشهيد هو ليس احمد جرار وانما ابن عمه احمد اسماعيل جرار، وبقي مصير احمد نصر جرار مجهولا.
طوال ليلة الاربعاء- الخميس، تقاذفت وسائل الاتصال الاجتماعي انباء عن قصة اقتحام وحدة خاصة اسرائيلية مدينة جنين، ووقع اشتباكات مسلحة بين الوحدة الاسرائيلية وشبان، قالت اسرائيل بانهم مسؤولين عن قتل المستوطن الاسرائيلي قبل ايام في محيط مدينة نابلس.
بعثرت وسائل الاتصال الاجتماعي المعلومة، منها من قال ان هناك ثلاثة شهداء، ومنها من قال اثنين، ومنها من قال مقتل جنديين اسرائيليين، وفي العموم المعلومة الدقيقة يعرف الجميع انها بيد الاسرائيليين  انفسهم، الذين فرضوا تعتيما اعلاميا على  التفاصيل.
غير ان اعلان اسرائيل التعتيم الاعلامي على القضية، لم يمنع اعلامنا او لنقل اعلاميينا من تناقل معلومات جاهزة للنشر عن القضية دون مراعاة ادنى معايير المهنية الاعلامية في التأكد من المصدر.
ويقول صحافي " لا ادري لماذا كان التسابق بين الصحافيين على نشر هوية الشهيد، وما حدث ليلة الاربعاء كان بمثابة جنون اعلامي". 
مصدر المعلومة لدى الاعلام المحلي، هو وزارة الصحة الفلسطينية، وهنا لا بد من تسجيل كلمة شكر وثناء للعاملين في اعلا م وزارة الصحة، حينما اعلنت الوزارة للصحافيين ما يلي " ابلغنا ان هنا شهيد في جنين، وهويته غير معروفة".
وبعد وقت قصير عادت وزارة الصحة ، واعلنت اسم الشهيد بانه " احمد نصر ".
غير ان وزارة الصحة حينما تقول " اُبلغنا "  انما يعني انها تلقت معلوماتها من الارتباط العسكري الفلسطيني، والذي بدوره يكون حصل على المعلومة من الارتباط العسكري الاسرائيلي.
عادت وزارة الصحة، وبسبب الارباك المعلوماتي حول القصة، عادت صباح اليوم  الخميس، واعلنت للصحافيين " بانها لن تعلن مستقبلا عن هوية اي شهيد، دون ان يكون لديها التفاصيل الكاملة عن هويته".
من درس الاعلام ومن عمل فيه، يعرف تماما ان من اصول العمل الاعلامي " الدقة، فحص  المعلومة من اكثر من مصدر، وعدم نشر المعلومة ان لم يكن هناك مصدرين على الاقل، ويعرف تماما ان من يؤكد خبر الاستشهاد والموت هو طبيب وليس ضابط او مسؤول سياسي".
وفي ظل الفوضى الاعلامية عبر صفحات الانترنت، اضافة الى سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على المعلومة في حالات مشابهة، بات امام الصحافيين المحليين ورأفة بالمتلقي من الراي العام الفلسطيني باب واحد، هو " الانتظار والانتظار للتأكد من المعلومة قبل نشرها، خوفا من انزلاقات متكررة تضعنا للاسف في نهاية المطاف  في مصاف المخبرين الوهميين، وليست الصحافيين".





  

No comments: