Friday, January 12, 2018

ماذا يريد من ينشر صور الشهداء ؟؟؟؟

صور الشهداء وجلد ذويهم مرة اخرى !!!

تكرر الحديث الاعلامي عن قضية نشر صور الشهداء بعد استشهادهم، لكن على ما يبدو ان لا حياة لمن تنادي، فما زال كثيرون من الصحافيين، اقول الصحافيين، يعودون المرة تلو الاخرى لنشر صور شهداء قتلوا برصاص قوات الاحتلال، غير ابهين بمشاعر ذوييهم وغير ابهين بكافة الدعاوى التي اطلقت ولا زالت تطلق بمنع  نشر هذه الصور كونها لا تضيف للقضية اكثر من الم لاهاليهم.


الشهيد علي قادوس ( 16) كان اخر ضحايا نشر صور الشهداء،فتى جميل في مقتبل العمر يرتدي سترة عليها شعار الطيران وكأنه كان يحلم ان يكون طيارا، تدافع اشخاص بعد اعلان استشهاده الى ثلاجة الموتى، والتقطوا له صورة عن قرب، ظهر وجهه الميت واثار العلاجات بعد الاصابة التي اصابته براسه، بحيث بدأت الصورة سيئة جدا لا يحبذ كثيرون النظر اليها.
غير ان هناك من الصحافيين من كرروا نشر الصورة، ليس على مواقعهم الاخبارية، وانما على صفحات الفيسبوك الخاصة بهم.
يعرف كل من عمل في قطاع الاعلام بان نشر صور الشهداء باتت احدى المظاهر الغير مستحبة والمرفوضة بقوة عند اخرين، فلماذا يصر صحافيين على نشرها.
لم يعد بالامكان السيطرة على المواطنين العاديين الذي يمتلكون حسابات على الفيسبوك او التويتر والانستغرام، وغيره، حيث بان بامكان اي انسان عادي ان ينشر ما يريد، لكننا هنا نتحدث عن الاعلاميين  العاملين في القطاع الاعلامي والذي من المفترض ان يلتزموا باخلاقات واسس العمل الصحافي المتفق عليه في الوسط الصحافي، وان كان اتفاقا شفهيا.
لن ننصب مشانق لهؤلاء الصحافيين او الصحافيات، غير اننا نود اعادة التأكيد على ان ذووي الشهيد فقط ، هم المعنيين بان تبقى صورة ابنهم الاخيرة قبل استشهاده في مخيلتهم، ومن غير الاخلاقي ان نعمد الى غرس صورة الشهيد بعد ان غيرتها رصاصات الاحتلال في ذهنية اهله.
فان كان هناك من الصحافيين من يصر على نشر هذه الصور، فلماذا يقم بذلك ؟؟
- بعض الصحافيين قالوا بان نشر  صور الشهداء هي من اجل "فضح جرائم الاحتلال وعرض هذه الجرائم بالصور".
وردا على هؤلاء نقول، هل يوجد اعظم واقوى من القتل، بمعنى هل يوجد هناك اثبات اكثر من قيام قوات الاحتلال بقتل فتى او طفل، مهما كانت طريقة القتل، حيث لا يوجد قتل بارد وقتل سخن.
- هناك من يقول ان على العالم ان يرى جرائم الاحتلال .
وردا على هؤلاء نقول " كثير من علماء النفس والاجتماع يقولون بان المشاهد السيئة على شاشات التلفاز تنفر المشاهدين، ولا يتابعونها، بمعنى ان المتابعين عبر شاشات التلفاز او الفيسبوك في البرازيل مثلا،  لن يتابعوا صور فيها اشلاء ودماء، لكنهم من الممكن ان يتابعوا قصة شاب يرتدي ملابس جميلة، وتصلهم رسالة انه قتل على ايدي قوات الاحتلال اكثر من صورة اشلاء ودماء.
هناك بعض القوانين الاعلامية والمدنية، تحظر اجراء مقابلات تلفزيونية مع اطفال اقل من 16 عاما، وفلسفة هذه القوانين ان الاطفال قد يتم استغلالهم من خلال المقابلة، بمعنى ان العالم يكترث كثيرا على تجنب ظهور الاطفال في وضعهم الطبيعي، حتى ان اهالي الاطفال من الممكن ان يتوجهوا الى القضاء في حال نشرت صور اطفالهم الاحياء عبر وسائل الاعلام دون اذنهم، فكيف الامر حينما تكون الصور لشهداء ونشرت صورهم قبل ان يراهم اهلهم.

في خدمة الاحتلال !!!
كثير من الصور وصلت الى  مواقع الانترنت عن قصد من قبل سلطات الاحتلال، بخاصة صور الاطفال، سواء تلك التي كانت اثناء التحقيق معهم او صور قتلهم في محطات القطارات والباصات، بحيث كانت الغاية من وراء نشر هذه الصور ، ردع الاطفال الاخرين ومنعهم من محاولة التفكير باي شيء.
فان كان الصحافي يعتقد ان نشر الصور يخدم قضيته الوطنية، نقول له بان نشر هذه الصور انما يؤذي قضيته الوطنية ويخدم  بالمجان في ايصال مؤشرات ردع، والى كل من يحاول عمل شيء ، بان مصيره سيكون مثل ما في هذه الصورة.

في النهاية، لا بد من اعادة التذكير دوما ان نشر صور الشهداء سلوك غير اخلاقي، على اعتبار ان هذه الصور وان كان الهدف من نشرها بريء، غير انه يؤدي الى نتائج سلبية اكثر مما يتوقع كثيرون.




No comments: