Friday, November 17, 2017

الاعلام الفاسد

هل لدينا اعلام فاسد ؟؟

اعمل في مجال الاعلام منذ العام 1993، اي قبل تخرجي من جامعة بيرزيت بعامين، ومنذ ذلك الحين وانا اسمع عناوين ورش  عمل لها علاقة بالاعلام، هي ذاتها تتكرر في كل مرة ولكن باسم مؤسسة مختلفة.
واهم تلك العناوين الذي تكرر الاف المرات منذ ذلك العام، " دور الاعلام في مواجهة ومكافحة الفساد" لكني لم اسمع عن دور الاعلام في تعزيز الفساد، او ان ورشة عمل تطرح سؤال " هل لدينا اعلام فاسد ".
وفي هذا السياق، اكاد اكون جازما بان لدينا اعلام فاسد على جبهتين، الاول الاعلام الفاسد بطريقة غير مباشرة واعلام فاسد بطريقة مباشرة، فاما  الفساد الاعلامي بطريقة غير مباشرة، هو ذلك الاعلام الذي يقبع في مكاتبه مشلولا لا يقوى على التحرك من اجل ملاحقة قضية اثيرت في وسط  الرأي العام، ويبقى يندب الوضع العام والملاحقات الامنية ... الخ من الظروف الوهمية التي لا يمكن القول عنها سوى انها علاقة يعلق عليها هذا الاعلام فساده.
ويتعدى فشل هذا النوع من الاعلام الواقع المحلي، بان ينقل فشله وكسله وفساده الى ما وراء البحار، ويبدأ مراسلاته الى جهات مموله يندب لها واقعه على امل الحصول على مشروع  جديد بقيمة اكبر لموضوع هو ذاته .
وتحت هذا النوع من الاعلام الفاسد، هو ذلك الاعلام الذي نشأ واسس مؤسساته فقط لاهداف تجارية بحتة، يتقدم من خلالها الاعلان التجاري ( مهما كان نوعه) على الخبر الاعلامي الذي ينتظره الرأي العام، ويتحول هذا النوع من الاعلام الى ما يمكن اطلاق عليه مصطلح "  عبودية الشركات المعلنة".
للاسف باتت لدينا العديد من المؤسسات الاعلامية، واعلاميين، وحتى ناشطون فيسبكيون، يعيشون مفهوم العبودية هذه، بحيث ان شركات تجارية تمتص دماء الرأي العام باتت هي الاهم بالنسبة لهذه المؤسسات على حساب الراي العام.
وهذا النوع من الاعلام، لا ولن يصحى ابدا من كبوته الا في حال توقف  المانح عن دعمه او توقفت الشركات التجارية عن الاعلان لديه، بالتالي فهو يقاتل من اجل بقاء الامور على حالها ولن يتجه لمبادرة اعلامية تحظى بنسبة 1/1000 من المخاطرة باعلان او بتعاطف مانح.
والاعلام الفاسد بطريقة مباشرة، هو ذلك الاعلام الذي يروج لمعلومات خاطئة وكاذبة، وهو يعلم تماما انها كاذبة، بل ينشرها ويرددها وسط الراي العام فقط لصالح فلان او علان، اما بدافع الخوف او بدافع الابقاء على وجوده كنوع من الاعلام المستهلك والمبذر.
ويكاد يكون هذا النوع من الاعلامي ملكي اكثر من الملك نفسه، اذ انه على سبيل المثال يروج  لشخصية سياسية ويمجدها ليلا ونهارا، مع ان هذه الشخصية السياسية قد لا تكون طلبت منه ذلك، وفي نهاية اليوم ياتي المروج للمروج له يساله عن رأيه فيما نشر.
واقعنا الاعلامي  المحلي يعاني من الفساد على انواعه، وقليل جدا من المؤسسات الاعلامية والاعلاميين الذي يحاولون العمل  بعيدا عن هذه الحال، لكن للاسف لا صوت لهم.
ويا حبذا ان يبحث هذا الموضوع على نطاق اوسع، لنبحث في حالنا ان كنا اعلام فاسد ام اننا اعلام مثالي، ويا حبذا ان لا يكون بجثنا لهذا الموضوع ممول من جهات ليس لها علاقة بالاعلام.





No comments: