Saturday, July 1, 2017

السوشيال ميديا بين "طق الحنك" و"الحرية المدنية" و"الصحافة" في فلسطين

بات مصطلح " سوشيال ميديا"  لامعا في عالم الاعلام، والذي جاء بعد الدور الذي لعبه الاعلام الاجتماعي او المجتمعي من خلال التواصل عبر شبكة الانترنت من تاثيرات  كان اهمها ما اصطلح عليه " ثورات الربيع العربي".
ولا يمكن لاحد ان يتجاهل الدور الاعلامي او الاخباري الذي يلعبه هذا النوع الجديد من الاعلام، غير انه  من الممكن  التشكيك في مهنيته بكل بساطة اذا اخذنا بالاعتبار  القواعد التي  يقوم عليها الاعلام والصحافة بشكل عام.
فعالم السوشيال ميديا " سريع، سهل، يفتح الابواب امام الجميع للاطلاع" لكن كثير من الامور  الاعلامية المعروفة تغيب عنه بشكل واضح وفي كثير من الاحيان بشكل فاضح، واهم هذه الامور " الدقة" و "المسؤولية الاجتماعية" .
فعالم "السوشيال ميديا" انتقاله هائلة في عالم الاتصال وفي عالم الحريات المدنية، لكن لا اعتقد انها انتقالة هائلة في عالم الاعلام والصحافة، واعتقد ايضا ان العالم بات اليوم في حيرة من امره في المزج ما بين الحريات الاعلامية والحريات المدنية.
وفي الانتقال من العام الى الخاص، وهو موضوع مقالتنا، عن واقع " الاعلام الاجتماعي - سوشيال ميديا في الفضاء الفلسطيني" يتنوع الاهتمام بهذا النوع من الاعلام، ما بين اناس يحاولون استخدامه لتحقيق تغيير حسب ما يرونه الافضل، وهو ما عبرت عنه المجموعات التي يتم تشكيلها بشكل اني مع كل قضية مجتمعية تقع في المجتمع، والتي كان اخرها حادثة السير المرورية والتي ذهب ضحيتها سبعة مواطنين، حيث تشكلت مجموعات للتأثير على المواصلات والقواعد المرورية في الاراضي الفلسطينية.
وهناك فئة اخرى، وهي الاكثر، التي تحاول عرض نفسها وعضلاتها  للحصول على اكبر قدر من اللايكات او الشيرات، والتفاخر بالكم الذي تحصل عليها، وهو ما يمكن تسميته " الترجسية الاعلامية" او " Narcissistic personality social media " والتي يتلخص اهتمام القائم عليها في ذاته ويحاول اثبات نفسه من خلال المعلومة التي يضخها عبر شبكة الانترنت وتحت اسمه، مهما كانت هذه المعلومة.

وقد تكون وسائل الاعلام  الاجتماعي حققت تاثيرا هائلا على واقع المجتمعات قبل خمسة الى عشر سنوات، لكن تطور القدرات على استخدام وسائل الاتصال الاجتماعي، وازدياد عدد المستخدمين لها قلل من اهميتها رغم بقاء اهميتها كنوع من المعرفة، او التجميع والتحريض.
ومهما كانت الفئات التي تتعامل مع هذا النوع الجديد من الاعلام، غير ان موضوع  هذه المقالة يهدف الى التركيز على وصف هذا النوع من الاعلام " السوشيال ميديا او الاعلام الاجتماعي" بانه نوع من الحريات الشخصية وليس نوع من الاعلام المهني المحترف  القائم على اساس مهني  في غاية الاهمية وهو " الدقة".
ولا يمكن وصف الاحاديث التي تجري عبر وسائل الاتصال الالكتروني، الا انها ذات الاحاديث التي تجري في الشوارع، بمعنى ان تطور وسائل الاتصال  اسهم في نقل الاحاديث التي تجري بين الناس في الشوارع الى شاشة " كمبيوتر او هاتف نقال" وتمتاز انه بامكان عدد اكبر الاطلاع عليها، وبالتالي لا يمكن وصفها على انها نوع من الصحافة الالكترونية، بل احاديث ودواوين تصل  الى حد " طق الحنك" بمعنى ان المتصفح في حالة من الملل والزهق من الممكن ان ينشر اي شيء يخطر على باله.
ولا يشمل هذا الوصف طبعا على وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة التي اوجدت لنفسها صفحة الكترونية في محاولة التواجد بين المتحدثين عبر شبكات الانترنت.
الصحافة والاعلام الحقيقي والعلمي يختلف تماما عما يدور من احاديث ومجموعات عبر الانترنت، فالاعلام يقوم على قواعد  عالمية " الدقة، السرعة، الموضوعية، الراي والراي الاخر" وهذه الامور على الاقل لا يتمتع بها الاعلام الاجتماعي.
فالاعلام الاجتماعي " السوشيال ميديا" هو نوع من انواع التطور على الحريات المدنية للناس، ولا يمكن اعتباره او ملاحقته او التعامل معه على انه نوع اعلامي او نوع صحافي، وبالتالي يجب التفريق وعدم الخلط بين المفهومين " الصحافة والاعلام" و" الحريات المدنية" رغم ان الحريات الاعلامية والصحافية  انما هي جزء من الحريات المدنية التي كفلها القانون.





No comments: