Sunday, April 23, 2017

اتركوا الاسرى في حالهم


مجرد فكرة قد لا تعجب كثيرون
اتركوا الاسرى في حالهم ..... ان لم تطالبوا بعودتهم الى اسرهم  !!!!!


كتب حسام عزالدين:
وقف رئيس هيئة شؤون الاسرى عيسى قراقع والى جانبه رئيس نادي الاسير قدورة فارس في الصفوف الاولى لتظاهرة اليوم الاحد تضامنا مع الاسرى عند حاجز بيت ايل شمال شرق البيرة، اخذ الرجلان يجريان بعض الاتصالات، وملامح وجهيهما تشير الى نوع من الامتعاض الغير معلن عن حجم المشاركين القليل في المسيرة التي وجهت لها الدعوة السبت، ومن خلال القوى الوطنية والاسلامية.
غالبية المشاركين في المسيرة، وحسب معرفة كاتب هذه السطور، اما اسرى قدامى، او مدراء امضوا سنوات طويلة في مؤسسات رسمية، او جمعيات اهليه وخيرية، وقد يكونوا  يعيشون مزاج العمل السياسي الذي عاشه الشعب الفلسطيني قبل عشرات السنوات.
بدأ الاسرى معركتهم واكرر ( معركتهم) وهم على قناعة بانهم من الممكن ان يحققوا شيئا لتحسين اوضاعهم المعيشية، وردد البرغوثي ( قائد الاضراب) وكذلك اخرون بان الاضراب ليس سياسيا،  وانما اضرابا مطلبيا للحركة الاسيرة داخل سجون الاحتلال.
وفي الشارع الفلسطيني كثيرون من يبدون  تعاطفا لا محدود  مع الاسرى، ومنهم من يرغب بان " يشعل الارض نارا" تضامنا معهم، لكن لا اعتقد ان رياح اليوم تجري بما تشتهي سفن امس، وقد نؤدي فعلا نعتقد بانه ثوريا ونضاليا، غير انه سيكون الامر الذي يؤدي الى اخماد نار الارض وليس اشعالها.
ان كانت مطالب الاسرى في اضرابهم مطالب حياتية ومعيشية يوميا، فهم ادرى بها من غيرهم،  لكن المطالب السياسية بإطلاق سراحهم هي من مسؤولية من يعيش خارج اسوار السجن، ومسؤولية من دفع الاسرى ثمنا لوجودهم هنا او هناك.
سيكون  المشهد محبطا للأسرى حينما يشاهدونه عبر شاشات التلفاز، وقد تسمح مصلحة السجون الاسرائيلية ان يصلهم، رغم المنع، لتقول لهم ان عشرين الى ثلاثين متظاهرا فقط خرجوا اليوم للتضامن معهم، لذلك تنعكس رغبة المتظاهرين بالتضامن ونصرة الاسرى الى فعل يؤدي الى تأثير سلبي على الاسرى في اضرابهم.
الاسرى هم ادرى بقصتهم  المعيشية اليومية، فلنتركهم بحالهم ولا نحاول ان نشهر عضلاتنا، دون اعداد وتنظيم، رغبة في التضامن لكننا نصيبهم في مقتل. وان كان هناك من يرغب في اثارة حراك ميداني نصرة للأسرى فليحمل المطلب السياسي للمطالبة بإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال، خاصة وان اسرانا باتوا اليوم اسرى دولة معترف بها في الامم المتحدة محتجزين لدى دولة اخرى، وليس من الحكمة او المنطق ان يسقط شهداء خلال تظاهرات تضامنية، فقط من اجل هاتف عمومي ( وهم بحاجة ماسة له) يطالب به الاسرى في سجون للاتصال مع ذويهم، في حين ان الامر قد يختلف حينما  تعلن الرغبة الجماعية بإفراغ سجون الاحتلال، وان اهالي الاسرى يريدون ابنائهم بينهم، وهناك اطراف معروفة هي المسؤولة عن تحقيق ذلك.
فان كنا لا نستطيع رفع وتيرة التضامن ونصرة الاسرى الى مستوى الدعم المعنوي الذي يريدونه والحقيقي له، فلنتركهم يديرون معركتهم بأنفسهم لان تجارب الماضي اثبتت قدرة الاسرى على تحقيق كثير من الامور الحياتية داخل سجون الاحتلال، وسبب هذه الدعوة ان فشلنا في تحقيق هذا الدعم سيؤثر على نفسيتهم ويصيبهم بإحباط قد لا يكون بحسبانهم.






No comments: