Sunday, January 8, 2017

عندما يخذل الاعلام المحلي (الشهيد) والراي العام

      من منكم تفاجأ صبيحة هذا اليوم في قراءة قصة  تفصيلية عن حياة   فادي القنبر الذي دهس اربعة جنود اسرائيليين الاحد، على صدر فحاتنا المحلية الثلاثة، ومن منكم وجد معلومات عن هذا الرجل، غير اسمه وان لديه اربعه اطفال؟؟؟، وكأن هذا الرجل جاء من كوكب المريخ..
وقع الحادث ما بين  الساعة الواحدة والثانية ظهرا، والصحف الورقية تطبع نسختها حوالي الساعة الواحدة منتصف الليل، بمعنى ان هناك كان 12 ساعة لدى رئيس التحرير او مدير التحرير في هذه الصحف للاتصال بمراسلي صحيفته ويطلب منهم قصة عن هذا الرجل الذي قام بعمل  سيكون الخبر الرئيسي في صفحته في اليوم الثاني..
لم يعرف القارىء شيئا عن المنفذ، ماذا يعمل ؟ وماذا يعرف عنه اهل حارته؟ وهل له خلفيات امنية سابقة؟؟ وما هي اسماء اطفاله الاربعة؟ متى تزوج ؟؟...... الخ..
لم يعرف الرأي العام الذي من المفترض ان يستقي معلوماته من الاعلام المحلي عن المنفذ، سوى ما تناقلته وسائل اعلام اخرى، ومنها الاسرائيلية، تصريح نتنياهو " انه قريب من داعش" واسمه.
قد يقول، قائل ( وهذا بتقديري مبرر اخر للفشل )  لا يحق البحث عن هذه الامور لاسباب امنية،، وهذا غير دقيق، اولا لان المنفذ قد قضى وقد يكون على علم مسبق بانه سيسقط شهيدا،، بالتالي فلا خطورة امنية على اي معلومة عليه، والشيء الاخر ان الاعلام الاسرائيلي يكون اسرع من الاعلام المحلي في الحصول على هذه المعلومات ومن اهالي الشهيد نفسه..
لا تمتلك صحفنا المحلية اي خلفية عن القصة، رغم مرور 12 ساعة عليها، سوى كلمة ( شهيد) وكأنها باتت هي من تمنح الشهادة وليست الله سبحانه وتعالى، فسواء كتبت هذه الصحف هذه الكلمة ام لم تكتبها، فهي لم تأتي بجديد حينما تعلنه شهيدا،ولم تأتي بسبق صحافي حينما تقول عن المنفذ بانه شهيد لان الامر معروف مسبقا..
هذا الرجل الشهيد، هو انسان، له مشاعر واحاسيس وطموحات ورغبات، ومن المفترض ان يكون اعلنها لاقاربه او عبر عنها قبل ان يقرر مفارقة هذا الدنيا ويقوم بما  قام به، ومن حق الرأي العام الاطلاع عليها ومن مسؤولية وسائل الاعلام المحلية البحث عنها وتقديمها للناس، لكن  اعلامنا بتقاعصه هذا خذل الشهيد اولا وخذل الرأي العام ثانيا...
كافة التفاصيل التي وردت عن عملية الدهس، والتي اوردتها صحفنا الثلاثة الرئيسية صبيحة اليوم الاثنين، مصدرها الاعلام الاسرائيلي، وهذا شيء منطقي لان الحدث وقع  في منطقة اسرائيلية، ولكن لم تأتي صحفنا بشيء من جبل المكبر، مسقط رأس الشهيد، واكتفت بعنونة منشيتاتها بما باتت اخبار ( بايتة) كون الاعلام اصلا تناقلها عصر  امس الاحد..
حتى صورة الشهيد تناقلها الفيسبوك بشكل غير دقيق، وسحبت صحفنا نحو الانترنت، بدل ان يكون العكس، وكتبت عن الخلل في نقل الصور المغلوطة عن الانترنت..
ليس المقصود من هذه السطور الحديث عن جدوى العملية او عدم جدواها، لكن المقصود  بان على اعلامنا المحلي ان يقدم للرأي العام عن مثل هذا الحدث، ما هو مفترض ان يقدمه، وحسبما ما املته عليه قواعد العمل الاعلامي من مهمة اختارها من عمل بها وهو يعلم انها مهنة البحث عن المتاعب.

ا













No comments: