Friday, December 16, 2016

تروون الذئب وتبحثون عن اثره

في الحديث عن الاعلام المحلي، يبدع كثيرون في تحميل الصحافي او الصحافية، مسؤولية الضعف الاعلامي المحلي بشكل عام، رغم ان كل عاقل يعي ان المشكلة الاعلامية في البلد ليس اساسها الاعلامي وانما القائمين على المؤسسات الاعلامية.
فقبل ايام وخلال مؤتمر ضم خليط من السلطتين التنفيذية والقضائية والسلطة الرابعة ( الاعلام ) للبحث في اليات تطوير الاعلام في مكافحة افة الفساد.
الكل دافع عن نفسه في الطريق التي ينتهجها لمواجهة الفساد، غير ان النقطة الابرز كانت الصحافيين وتحميلهم مسؤولية الضعف في ملاحقة  قضايا الفساد، وعلى سبيل المثال غياب الصحافيين عن جلسات المحاكم.

توصيات المؤتمر الثالث للإعلام ومكافحة الفساد في أريحا:
 - قيام هيئة مكافحة الفساد بإعلان قرارات المحكمة المختصة بجرائم الفساد وكذلك مجلس القضاء الأعلى بحيث يتم تضمين بعض المعلومات المتاحة بالقضية التي تم الحكم فيها.
- تطوير المنظومة القانونية والتشريعية في فلسطين وخاصة فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية.
- تعديل قانون المطبوعات والنشر واقرار قانون عقوبات فلسطيني.
- الاسراع في إقرار قانون الحق في الوصول الى المعلومات.
-  اعتماد الاستراتيجية الاعلامية لهيئة مكافحة الفساد، والعمل على ادراج الملاحظات من كافة الشركاء والمشاركين والمهتمين والعمل على نشر المسودة وتعميمها لأخذ ملاحظات حولها.
- تشجيع الصحفيين على حضور جلسات المحاكم بقضايا الفساد.
- تطوير المساقات الجامعية الخاصة بالصحافة الاستقصائية والاعلام الجديد.
-  تفعيل مدونة السلوك المهني المعمول بها في نقابة الصحفيين بما يخفف من احتجاجات المؤسسات والجمهور على الصحفيين والتغطيات.

لم يتطرق المؤتمرون باي كلمة باتجاه  القائمين على المؤسسات الاعلامية ودورهم المفترض في توجيه الصحافيين العاملين لديهم، بمعنى ان من يعرف الف باء الصحافة يعمل تماما ان الصحافيين في جميع المؤسسات الاعلامية في العالم يعملون وفق استراتيجية وسياسة اعلامية يحددها القائمون على المؤسسات الاعلامية وليست الصحافي الذي يسعى الى رفع وتيرة عمله لتأمين لقمة عيشه.
كثير من ورشات العمل والنقاشات منذ العام 1995، اي منذ تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية، عقدت بشان تطوير العمل الصحافي في الاراضي الفلسطينية، وكل مرة يطرح موضوع ما وبتمويل ما، وبعد عام  او عامين او ثلاثة يعاد طرح الموضوع بعنوان اخر وبممول جديد، وفي كل مرة تتكرر التوصية ( توفير ورشات التدريب للصحافيين ) وهي كلمة السر لاستقطاب ممولين جدد لورشات تدريب جديدة.
غير ان لا الممولين ولا الشركاء ولا السلطات الثلاثة استطاعت ولو لمرة واحدة ان تجمع القائمين على المؤسسات الاعلامية لمجرد الحديث، خاصة وان الجميع يعلم ان هؤلاء هم المسؤولين عن كال قضايا الاعلام سواء الجيدة او السيئة.

لدينا الصحافي المبدع وايضا الصحافية المبدعة، لكن ما يحبطهما هو سياسة المؤسسة الاعلامية التحريرية ، بعد فترة من بدء عملهم في المؤسسة وهو الامر الذي يدفعه او يدفعها الى التأقلم السريع مع سياسة المؤسسة للحفاظ على لقمة عيشه.

واقدم مثالا على هذا الامر، انه وفي العام 2007، حينما انفجرت محطة الوقود في رام الله، وذهب ضحيتها 8 مواطنين واصيب اكثر من 13 ، عرضت شرطة رام الله في مؤتمر صحافي وبطريقة احترافية، معلومات مثبته بالصور، عن اسباب الانفجار وتجاوز في التجهيزات، الامر الذي اثار استغراب الصحافيين في المؤتمر حول المهنية التي عرضت فيها المعلومات، غير ان مكالمة هاتفية من النيابة العامة مع القائمين على وسائل الاعلام اوقف او منع نشر اي معلومة، تحت بند ( الامر لا زال قيد التحقيق).\
هذا مثال على ان من يقرر ومن هو مسؤول عن  اي خلل في العمل الاعلامي المحلي، هو القائم على المؤسسة الاعلامية وليست الاعلامي ان الاعلامية.
فاوقفوا اطلاق سهامكم نحو الصحافيين وغيروا وجهتكم نحو القائمين على وسائل الاعلام..


No comments: